«عيد قلب فلسطيني».. قصيدة للشاعر محمد الفلاح

ارشيفية
ارشيفية

يا قَلبُ لا تَبْكِ.. هذا العيد قَد قَدِمـا

كيفَ السُّعادُ وَفيَّ استَعذبوا الألَمـا؟!

 

أوْجاعُنا صُفِّدَتْ واليَومَ نَنبِذُها

أنَّى السَّبيلُ وَيُتْمٌ جاسَ، ما رَحِمـا

 

هذي جَوارِحُنا أضحَت لَهُمْ سَكَنًا

بَلْ ليسَ يَبني عِمادًا شِعْرُ مَن نَظَمـا

 

هَوِّنْ عليكَ وَألقِ الكَرْبَ مُبْتَئسًا

ألكَرْبُ مَثْوايَ فيهِ العَيشُ لي قُسِمـا

 

لَمْ تَدْرِ أشواقَنا لِلعَيشِ في سَكَنٍ؟

بَلْ شَفَّني الشَّوقُ لِلأقصى الَّذي اجْتَهَمـا

 

في نَشوَةِ العِيدِ بالنِّسيانِ مَوعِدَةٌ

في خَيمَةِ الكَربِ سُلوانٌ لِمَنْ حُرِمـا

 

قَد قِيلَ: في عِيدِهِمْ مِن سَعدِهِم حُرِمُوا

بَلْ قِيلَ: أقصايَ فِيَّ اليَومَ ما خَصِمـا

 

كَفاكَ نَزْفًا على ما راحَ مُندثرًا

ما دامَتِ القُدسُ ثَكلى، كيفَ لي؟ وَبِمـا؟

 

ألا يَشُوقُكَ عَودُ اللَّهْوِ فوق رُبًى؟

بَلْ شاقَني عَودُ عِزِّي وَالَّذي هُضِمـا

 

العازِفونَ على أوجاعِنا صُرِفُوا

يا ذِلَّةَ القَومِ مِمَّنْ خانَ وَاقْتَسَمـا

 

ما عادَ قُدْسي عَزيزًا عِندَ ذي رَحِمٍ

عِندَ الإلهِ عَزيزٌ، لَمْ يَكِلْ عِظَما

 

لَقَدْ غَدَوتُ عَجُوزًا مِن لَظى شَجَني

بَلْ صِرْتَ نَبْعَ شبابٍ لِلفِدا اغْتُنِمـا

 

حَقُّ الحَياةِ سُلِبناهُ على جِدَدٍ

وَيلُ المِراسِ إذا بالرَّغْدِ قَد نَهِمـا

 

وَيلُ الطُّفُولةِ مِن عِيدٍ بِلا فَرَحٍ

شَأْوُ العُرُوبَةِ مِن طِفْلٍ إذا شَكَمـا

 

لا شَأْوَ نَجْنيهِ بالأحْجارِ في غَدِنا

قَد أذْهَبَ الحَجَرُ الطُّغْيانَ، قَد خَذَمـا

 

كَيْدَ اللِّئامِ.. إلامَ العِيدُ مُبْتَعِدٌ؟

كَيْدُ اللِّئامِ يُناجِيه الَّذي عُرِمـا

★★★

 

أيا هُمُومَ الوَتينِ القُدْسُ مَوئِلُنا

يا قُدْسنا! عِيدُنا قَد غابَ لو قَدِمـا

 

يا عيدُ أخْطَأْتَ إنسانًا، فَلَيسَ لَنا

عِيدٌ... (فلسطينُ) سَاحُ البَأسِ وَالعُدَمَا

 

أنا العَليلُ الَّذي كَم جابَهُ كَدَرٌ

إليَّ يا راثِيًا لِلقُدْسِ فِضْ حُمَما.